الملف اليمني في جولة بايدن 


سلمان المقرمي

تركز الإدارة الأمريكية على أن تحقق نجاحا في وعودها الانتخابية ضد السعودية قبل خمسة أشهر من انتخابات الكونجرس النصفية حيث يحاول الديمقراطيون الفوز بها رغم آثار التضخم وغلاء أسعار الوقود. 

وفعلا أعلن الرئيس جو بايدن زيارة إلى السعودية لمدة ثلاثة أيام يلتقي فيها ولي العهد بن سلمان ووالده، متراجعا بشكل فادح عن وعوده الانتخابية بنبذ المملكة للضغط على السعودية لرفع الإنتاج النفطي من خلال منصة أوبك بلس التي تقودها الرياض بالشراكة مع موسكو. 

وبينما يحاول بايدن إيجاد مبررات لهذا التراجع، فإنه يواجه أيضاً ضغوطا اقتصادية سببتها الحرب الروسية الأوكرانية، والفشل في الملف النووي الإيراني. 

وعلر منهج الرؤساء الأمريكيين تجاه الدول العربية والصراع العربي الإسرائيلي لم تتغير الرؤية حيث يحاول بايدن الضغط على السعودية لبدء طريق يفتح علاقات الرياض مع إسرائيل من دون خل القضية الفلسطينية وفق حدود 67 ولكن لمواجهة إيران. 

وتحاول السعودية تقديم تنازلات مقابل الزيارة الأمريكية تعتقد الأسرة المالكة أنها تساهم في تذليل طريق بن سلمان نحو عرش المملكة، ولأجل ذلك بدأت مفاوضات سرية من الحوثي في مسقط. 

المفاوضات السعودية الحوثية على عدة مستويات قائمة منذ سنوات طويلة وليست جديدة وتحقق بعض النجاح أحيانا وتخفق أخرى، بسبب السيطرة الإيرانية على الحوثي التي تقرر فعلا في طهران التقدم في التفاوض أو تعطيله. 

بمعنى أنه لو كان الحوثي مستقلا بقراره عن إيران لما دخلت السعودية الحرب في اليمن، وبالتالي فإن المفاوضات الجارية حاليا مازالت في نفس العوامل. 

لكن تراجع بايدن عن نبذ السعودية ولجوئه لها لمواجهة ارتفاع أسعار الوقود سيدفع بالسعودية لتقديم بعض التنازلات من جانبها، ولطالما كان اليمن ساحة التنازلات السعودية في مواجهة الضغوط الغربية خاصة الأمريكية ورأينا أن اتفاق السويد بين الحكومة والحوثي هو تنازل سعودي لتخفيف الضغط عن الرياض بعد قتل خاشقجي بشهرين فقط. 

وبما أن بايدن وإدارته لا تميل للسعودية ولا ولي عهدها وتعهدوا مرارا بايقاف التدخل السعودي في اليمن نكاية بولي العهد فإن مفاوضات مسقط بين الحوثي والسعودية ستشكل مخرجا للسعودية لتجاوز التجاهل الأمريكي لها، وبنفس الوقت سيمكن بايدن وحزبه من القول إنهم أوفوا بوعودهم الانتخابية بشأن الحرب في اليمن وإيقافها. 

لكن ماذا عن إيران؟ فالعودة للاتفاق النووي قد تعثر، وسياسة العقوبات عادت جزئياً، وحكومة الملالي تواجه صعوبات اقتصادية واجتماعية ومظاهرات في عدد من المدن، وأحد أهم أوراقها على الإطلاق هي جماعة الحوثي، وبالتالي فإن طهران ستعمل على رفع المطالب الحوثية من الرياض، وإن تم تجاوز أو الاستجابة لتلك المطالب قد تنجح المفاوضات في مسقط، أما إذا لم تنجح تلك المطالب الإقليمية غير المتعلقة بالملف النووي وهي التي تعطل العودة للاتفاق النووي بحسب التصريحات الأمريكية فربما تفشل تلك المفاوضات. 

بغض النظر عن نتائج المفاوضات مع الحوثي فإن الحكومة اليمنية تلقت صفعة جديدة فعلا من التحالف بتجاهل الرياض لها في قمة بايدن مع دول مجلس التعاون الشهر المقبل، رغم أن دولة مثل العراق ستشارك فيها بجانب مصر والأردن. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر