عاجل

مجلس الأمن الدولي يفشل في تمرير مشروع قرار بقبول العضوية الكاملة لفلسطين بالأمم المتحدة بعد فيتو أميركي

 الفكرة القاتلة


علي الجرادي

قبل أن يصوب طعنته إلى نحر أخيه ويتركه جثة هامدة، كانت هناك فكرة قد اختمرت برأسه لوقت طويل سوغت له وحفزته ودفعته لاقتراف قتل الحياة وتقطيع سبل التعايش وأواصر الأخوة والجوار والمشتركات الإنسانية. 

معظم الحروب والدماء بين أبناء الوطن الواحد كانت بدايتها لغة كراهية واستعلائية تبررها عنصرية عرقية أو مذهبية أو جغرافية ثم تحولت الكراهية إلى رصاص ومذابح وخراب ودمار. 

تتغذى العنصرية (الحوثية) في اليمن من ثقافة استعلائية شيطانية تزين لحاملها أنه أفضل من بقية اليمنيين وأنه من جينات مختلفة وسليل عرق مميز. 

وهذا الوهم القاتل دفعه لاستباحة دم اليمنيين وأموالهم وسلب اللقمة من فم الجياع وحرمانهم من مقومات حياتهم، وقبل عقود قال أحد أئمتهم (إن الله لا يسألني عما أخذت منهم لكنه يسألني عن ما ابقيت لهم)، ادعياء الاصطفاء والتمييز يحملون بذر العنف والكراهة. 

وكل فكرة تستنقص شقيق الوطن والدار، تحت اي عباءة وتبحث عن فرز وفروق تقود للكراهة والعنف وتغرس في الوعي والوجدان مبررات استخدام العنف والإحتراب، لا تسل الحراب دون مقدمات هي نتاج عمل دؤوب من افكار وكلمات وتعبيرات ورموز تبحث عن تمييز فئة وازدراء آخرى. 

ثم تكون الحصيلة كراهية اجتماعية وصراع واحتراب ونعيق البوم على اطلال الديار، كم هو عظيم وجليل معلم البشرية وخاتم الانوار محمد صلى الله عليه وسلم حين غضب ووصف من اعتقد ان اللون الاسود مميز على الابيض وكلاهما من اديم الارض فوصفه (إنك أمرؤ فيك جاهلية) لإدراك رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ان اي تمييز بين المجتمع الواحد يقود للكراهية والخراب. 

فكيف بأولئك الذين يعتقدون انهم من اعراق وجينات وجغرافيا والوان تختلف عن بقية البشر انهم يتمثلون فكرة الشيطان عن نفسه (انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين). 

 

*من صفحة الكاتب على "فيسبوك"

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر